سر وسخ لست مصرية

كانت رائحة الياسمين تعبق بجلد نسرين، وهي رائحة مألوفة في المشهد غير المألوف لحياتهم الأمريكية الجديدة. فمنذ أشهر قليلة مضت، غادرا شوارع القاهرة الصاخبة، واستبدلا صخب المدينة بالهدوء النسبي لبلدة صغيرة في أوهايو. كان زوجها عمر يعمل بلا كلل في مصنع محلي، يداه متصلبتان ولكن روحه لم تنكسر. كان أطفالهما صغارًا وقادرين على التكيف مع الوضع، وكانوا يجدون ببطء موطئ قدم لهم في المدرسة، وكانت لهجاتهم تخف مع مرور كل يوم. وفي الوقت نفسه، كانت نسرين هي المرساة وقلب شقتهم الصغيرة، محولةً المكان العقيم إلى منزل مليء برائحة التوابل وأصداء الضحكات.

لكن تحت سطح بداياتهما المفعمة بالأمل، كان هناك تيار من القلق يتدفق. فقد كانت تكاليف المعيشة أعلى مما كانوا يتوقعونه، وكان أجر عمر، رغم ثباته، بالكاد يغطي نفقاتهم. كانت نسرين قلقة باستمرار بشأن الفواتير المتزايدة، وكان الخوف من الفشل رفيقًا دائمًا.

وفي صباح أحد أيام الثلاثاء، وبينما كانت الحافلة المدرسية ترحل بأطفالها بينما كان عمر متوجهاً إلى عمله، دقّ صوت طرقات ثقيلة في الشقة. اقتربت نسرين المذعورة بحذر من الباب. ومن خلال ثقب الباب، رأت رجلاً بوجه صارم وشارب مشذب بعناية. كان السيد هندرسون، صاحب الشقة.

فارتجف قلبها. كان لديها شعور بأن هذه ليست زيارة اجتماعية.

فتحت الباب، ورحبت به بابتسامة متوترة. ”سيد هندرسون، صباح الخير. هل كل شيء على ما يرام؟

كانت تعابيره متجهمة. ”سيدة المصري، أخشى أن لدي بعض الأخبار السيئة. إيجارك متأخر بشكل كبير. لقد أرسلنا عدة إشعارات ولكننا لم نتلق أي مدفوعات.“

اضطربت معدة نسرين. كانت تعلم أنهم متأخرون في السداد، لكنها كانت تأمل أن تجمع ما يكفي من المال للحاق بالركب قريباً. ”أعلم يا سيد هندرسون. زوجي يعمل بجد، وسندفع في أقرب وقت ممكن.“

تنهّد وتنهّد ونظراته تجتاح الشقة الصغيرة والمرتبة. ”أتفهم أن الأمور يمكن أن تكون صعبة، ولكن لديّ عمل لأديره. إذا لم يتم دفع الإيجار بحلول نهاية الأسبوع، فلن يكون أمامي خيار سوى البدء في إجراءات الإخلاء.“

صدمتها الكلمات كضربة قوية. الإخلاء. كانت فكرة وجود عائلتها في الشارع، وأحلامهم المحطمة لا تطاق. كان اليأس ينشب مخالبه في حلقها.

”أرجوك يا سيد هندرسون، هل هناك أي شيء يمكننا فعله؟ سنجد المال، أعدك.“

تردد، وعيناه تتأملان وجهها للحظة طويلة جداً. ومض بريق غريب في عينيه، بريق مفترس جعل جلدها يقشعر له جلدها.

”حسنًا"، قال ببطء، وانخفض صوته إلى همهمة منخفضة موحية، ’قد تكون هناك طريقة أخرى‘.

فبرد دم نسرين. كانت تعرف غريزيًا ما هو قادم، فالاقتراح غير المعلن كان معلقًا بثقله في الهواء.

”أنا رجل عاقل يا سيدة المصري. ربما يمكننا التوصل إلى... اتفاق. طريقة تمكنك من سداد ديونك... دون الحاجة إلى القلق بشأن المال.“

كان معناه واضحاً، بشكل مقرف. لقد أرادها كان يعرض عليها مقايضة أمن عائلتها مقابل جسدها. الجرأة في ذلك، الانتهاك المطلق، تركها عاجزة عن الكلام.

وتنازعها الغضب مع الخوف. أرادت أن تغلق الباب في وجهه، أن تصرخ في وجهه بسبب فساده. لكن صورة أطفالها ووجوههم البريئة المفعمة بالأمل تومض أمام عينيها. لم تستطع المخاطرة بمستقبلهم.

”ماذا... ماذا تقصد؟“ تلعثمت وصوتها بالكاد يهمس.

اقترب منها، مقتحمًا مساحتها الشخصية. ”أعتقد أنك تفهمين جيداً. ليلة معي يا سيدة المصري. هذا كل ما يتطلبه الأمر اعتبريها... طريقة لتسديد دينك.“

اغرورقت عيناها بالدموع وغامت رؤيتها. شعرت بأنها محاصرة ومحاصرة وجسدها يرتجف بمزيج من الاشمئزاز والرعب.

”أنا... أحتاج إلى وقت للتفكير"، تمكنت من القول وصوتها يرتجف.

فابتسم مبتسماً. ”بالطبع. لكن لا تستغرق وقتاً طويلاً. الساعة تدق.“

وغادر، تاركاً إياها واقفة في المدخل، وقلبها يخفق في صدرها. شعرت فجأة برائحة الياسمين خانقة، ملوثة بقذارة عرضه.

كانت الأيام القليلة التالية ضبابية من التأمل المؤلم. بالكاد أكلت نسرين أو نامت، وكان ثقل قرارها يسحقها. لم تستطع أن تحمل نفسها على إخبار عمر، خوفًا من ردة فعله، ومن الخجل والغضب الذي قد يستهلكه. لقد شعرت بالوحدة التامة وبأنها محاصرة في كابوس لا مفر منه.

أخيراً، وبقلب مثقل بالهموم، اتخذت قرارها. كان خيارًا نابعًا من اليأس، تضحية من أجل عائلتها. ستفعل ما يجب عليها فعله لحمايتهم، حتى لو كان ذلك يعني التضحية بكرامتها.

اتصلت بالسيد هندرسون وأخبرته أنها وافقت على شروطه. وصل ذلك المساء، وعيناه تلمعان بترقب مفترس.

كان اللقاء مهينًا ومجردًا من الإنسانية كما تخيلت. كان أخرق وغير صبور، ولمسته خشنة وغير شخصية. أغمضت نسرين عينيها، محاولةً الانفصال عن جسدها، مركزةً على صورة أطفالها، وابتساماتهم عزاءها الوحيد.

كان متحمسًا جدًا لدرجة أنه عندما بدأ بلعقها، قذف في سرواله.

عندما انتهى الأمر، شعرت بالفراغ التام، وروحها مجروحة ومكسورة. غادر دون أن ينبس ببنت شفة، تاركًا إياها وحيدة في الظلام، وكان الصمت يضاعف من الخجل الذي استهلكها.

لكن اليوم التالي كان مختلفًا. فقد بدا أكثر استرخاءً ومراعاةً لمشاعرها. ربما كان ذلك بسبب زوال التوتر، وربما لأنه لم يكن مضطرًا للتصرف. ربما كان ذلك لأن نسرين كانت أكثر انفتاحًا، بعد اجتياز الحاجز الأول.

أخذ وقته في استكشاف جسدها بحنان جديد. قبّلها بعمق، وشفتيه تتدلى على شفتيها، ووجدت نفسها تستجيب، واستيقظت رغبتها الخاصة.

كان الجنس عاطفيًا ومكثفًا وممتعًا بشكل مدهش. تخلت نسرين عن موانعها، وسمحت لنفسها بتجربة اللحظة، لتجد قدرًا ضئيلًا من المتعة في خضم يأسها.

في الأيام التي تلت ذلك، استمر الترتيب بينهما. أصبح السيد هندرسون زائرًا منتظمًا، وتطورت لقاءاتهما من الامتثال القسري إلى شيء أكثر تعقيدًا، مزيج غريب من الالتزام والرغبة.

وجدت نسرين نفسها منجذبة إليه وإلى قوته وثقته، وبدا هو بدوره مفتونًا بجمالها وروحها. تحدثا، وتبادلا القصص، وبدأت العلاقة بينهما تتطور شيئاً فشيئاً لتتجاوز صفقتهما الأولية.

لكن تحت سطح علاقتهما المزدهرة كان الشعور بالذنب والخجل لا يزال عالقًا. كانت نسرين تعرف أن ما كانا يفعلانه كان خطأ، وأنها كانت تخون زوجها وتساوم على قيمها الخاصة. لكنها لم تستطع أن تنكر الانجذاب الذي لا يمكن إنكاره الذي شعرت به تجاه السيد هندرسون، والمتعة المحرمة التي وجدتها بين ذراعيه.

كانت علاقتهما الغرامية لعبة خطيرة، سر هدد بتحطيم عائلتها وتدمير كل شيء عزيز عليها. ومع ذلك، لم تستطع أن تحمل نفسها على إنهاء هذه العلاقة، منجذبة إلى الفاكهة المحرمة لعلاقتهما، المزيج المسكر من الرغبة والخطر الذي استهلكها.
مدة الفيديو: 44:15 مشاهدات: 716 مقدم: 2 weeks منذ